Tuesday, July 22, 2008

تصفيفه ابنتى

هرولت طفلتى بخطواتها المعوجه قابضه بكفها على فرشاه الشعر وباليد الأخرى ممسكه بشريطه ورديه اللون يتوج رأسها الصغير بعض الخصلات المتناثره كبدايه لشعر اسود يناسب عيونها التى أخذت رسمتها منى ولونها من ابيها وترتدى هذا اللفستان القصير المنقوش عليه فراشه كبيره تحمل نفس لون الشريطه التى تحملها.أتعجب كثيرا كيف تأخد ابنتى أدق تفاصيل حياتى واذواقى فى اختيار الألوان . وصلت أخيراً فراشتى الصغيره بعد مشوار وعناء الى الكرسى الذى اجلس عليه وارتمت تلتقط انفاسها بعد ان اسندت رأسها على قدمى فوضعت ابر التريكو جانباً وحملتها وأجلستها على قدمى وأمطرتها تقبيلاً وضماً فكم هو رائع ان ترى نفسك فى شئ ضئيل وبرئ هكذا رفعت عيناها متوسله: "ممكن تسرحيلى شعرى وتحطيلى الشريطه ده فى النص هنا" وأشارت بكفها الصغير على خصلات شعرها الرقيقه فضحكت فى داخلى مسترجعه صورى فى ألبومى عندما كنت فى عمرها فقد كانت تصفيفتى المفضله كيف عرفت !! يبدو انها حقا انيقه كأمها أمسكت بالفرشاه والشريطه وبدأت امارس مهنتى المفضله فهتفت قبل ان تستقر فى حضنى احكيلى حدوته وبدأعقلى يقلب فى الحكايات القديمه سأحكى لها سنووايت فكم انا عاشقه لهذه الشخصيه ولم امل حتى اليوم من مشاهده رسومها المتحركه سأجعلها تلعب معها بالحمامات وتمرح معها وسط الورود الحمراء ستنتظر معها كثيرا هذا الفارس الذى سيعيد اليها حياتها بعد قبلته الساحره ويأخذها بجانبه على عربته المزينه بكل انواع الورود التى تعشقها لا لا سأحكى لها سندرلا فقد اندمجت فيها حتى اننى استطيع ان اجزم انى أحسست بيده التى تقبض على يدى بقوه وتنزعنى من اميرات الحفل سأجعلها تشعر بيده التى ستلتف بقوه حول خصرها وعينيه التى تغوص حتى ترتوى من عينها سأجعلها تفزع عندما تعلن الساعه الملعونه ان الليل قد انتصف وعليها الرحيل فلتنتظر هذا الذى سيفتش عنها ويتفرغ لعمليه بحث تفوق ضباط المخابرات الأمريكيه للبحث عن قدمها ...أقصد عنها لا لا سأحكى لها الأميره النائمه لا بل الأميره ذات الشعر الطويل
نظرت الىّ وانا غارقه فى ترددى نظره حزينه حمقاء وقالت
انتى ليه مش حكتيلى الحدوته

فأخذت نفسا عميقا وأخرجت معه كل الألم والحزن الذى أحمله ثم قلت لها بجديه لم ترها منى من قبل مش هحكيلك حواديت لأن الحواديت كدابه كلها وانا مش هكدب عليكى من النهارده هحكيلك حقايق صادقه اسمعى حكايتى انا
وانا قدك كنت بحلم اكون فنانه
وأرسم بيت وسط جنينه كبيره
بخطوطى أدى لكل بنوته فستان شيكوأعملها تسريحه جميله
أخليها تعد على دكه وسط الجنينه
تستنى فارس على ركبته يقف قدامها
يديها ورده لون فستانهاويخدها بين ايديه ويرقص معاها
على مزيكا بعزفها من بره اللوحه
ولما كبرت بصيت للوحتى بمراره ورمتها
اأصلى اكتشفت ان الفستان داب
والأشجار دبلت
وأوتار العزف اتقطعت
والفارس لسه مجاش
عرفت يومها ان زمن الفوارس انتهى
معدش فيه فارس بيلاقى اميرته ولا أميره بتستنى فارسها
ثم أعدت تصفيف شعرها من جديد وجدتنى اقسمه ثلاثه أقسام وأبدأ فى غزل ضفيرتها الصغيره
صدقينى ياطفلتى الحبيبه فقد خدعونى قديماً ولن أخدعك مثلهم فتحت دولابى وارتديت احلى فستان عندى ووضعت كل الشرائط الأنيقه وانتظرت كثيرااا فما أتى عدت الى رواياتى ومزقتها علىّ أجده بينهم فما خرج يكذبون جميعا فصدينى انا زمن الفوارس والأميرات انتهى فلا تكررى خطئى

اكملت الضفيره جانبا وأخبرتها ان ما فعلته فى شعرها هى التصفيفه التى تناسبها فنزلت من على قدمى فى استسلام وانحنت تلتقط ضفيرتها وبخطوات متثاقله دخلت حجرتها لابد انها الآن حزينه فقد حرمتها حتى من الحلم الذى حلمته ولكنه أفضل لها من أن تستيقظ على كابوس مزعج ربما تكون ضفيرتى قاسيه ولكن الأيام والدرس الذى ستتعلمه ان غرقت فى بحر انتظار فارس رحال تحتضنه الأساطير سيكون أشد قسوه
نسيت باب حجرتها نصف مغلق فتسللت خلسه واسترقت النظر اليها كنت فى حاجه لرؤيه تأثير كلامى عليها فوجدتها امام مرآتها وبكل الضجر تمزق ضفيرتها وكأنى اسمعها وهى تهتف بغضب
سأحررك من أسر تلك اللعينه

لن أسمح لها ان تقيدك مره اخرى
فطر واستسلم لنسمات الهواء
الهو مع الفراشات وطفو على صفحه الماء
اجرى خلفى وشاركنى ضحكى ومرحى
فانطلق ياشَعْرى لقد حررتك من أسر الضفيره
ساصنع لك بيدى عقدا من الياسمين ازينك به
فانزل ستائرك على وجهى وكتفى
وتوجنى بخصلاتك المتناثره فى عبث متناغم
اعزفلى باوتارك لحنا يغازلنى
فانطلق ياشعرى لقد حررتك من اسر الضفيره
سأهبك للشمس كى تزيدك لمعانا
سأعطيك لحبات المطر فاشتعل صخبا وجنونا
سأسلمك للرياح فكن كالجواد بلا لجاما
فانطلق ياشعرى لقدحررتك من اسر الضفيره
فابتسمت داخلى وسعدت لأنها لم تسمع لنصيحتى فكثيرا ما نقول كلاماً ونتمنى ان يحدث غيره ثم فتحت الباب عليها بعنف فانكمشت فى مكانها وبدأت ملامح الخوف ترتسم على وجهها فدخلت بنظره ثاقبه وأمسكت فرشاتها بقوه و ....وضعت الشريطه فى المكان الذى ارادته نظرت الىّ نظره بابتسامه متردده فابتسمت لها وقبلتها بشده ثم خرجت وأغلقت الباب خلفى لأتركها
.
.
. تنتظره

Monday, July 7, 2008

جريمه مشروعه

صدرت الأوامر ولا يوجد فرار انا من سينفذ الجريمه اليوم وفى المعاد المحدد
.انطلقت اجهز اسلحتى وأتأكد من حدتها ووجودها كامله ثم لبست سترتى ودخلت الحجره بنظراتى الصارمه فوجدت ضحيتى ترضع من ثدى امها اللبن ومن عينها الدموع.وعندما رأتنى الأم تثلجت اطرافها وارتعشت يداها الحامله لطفلها وتجمد اللبن فى ثديها فصرخ الطفل صرخه لا ادرى معناها ربما كان اشد منها خوفاً او ربما كان يطمئنها بصوته ويخبرها بصرخاته الضعيفه انه معها ليهدئ من روعها ويحميها منى ومن اتباعى.بصوتى الصارم قلت لها لازم ناخده دلوقتى

حاولت ان ترد ولكن الكلمات لم تتجاوز حلقها وباستسلام شديد أعطته لأتباعى وهى راضيه بعد ان قبلت يداه وجاوبها بصرخاته الحانيه
انا الذى سيمزق جسد هذا الرضيع انا الذى سأشق جلده الشفاف باسلحتى الحاده انا من سيبدل ضحكاته البريئه الى صراخ قاتل مؤلم وبدأت فى تنفيذ جريمتى حسب خطه محكمه ومهاره بارعه
انفجرت الدماء من جسده تلعنى وضعفه امامى يحتقرنى استسلامه لقسوتى يهد كيانى ودموعه التى بدأت تجف على خديه تعصرنى ألماً ولكن هذه أوامر وقواعد الحياه وعلىّ التنفيذ بدون كلمه او رعشه يد
. كم تمنيت ان اركع تحت قدميه متوسلاً اليه ان يسامحنى كم تمنيت ان أحمل صراخه وألمه وأدفنهما فى قلبى انا كم تمنيت ان تؤلمنى أسلحتى الحاده بدلاً منه
نظرت الى يدى الملوثه بدمائه الطاهره التى لا تعرف ابجديه القسوه بعد وبدأ قلبى ينزف ودموعى تتمنى شق عينى طالت نظراتى الى آثار الدماء على يدى حتى انتشلنى صوت أحد اتباعى
مبروك يادكتور العمليه نجحت حضرتك كنت فى منتهى البراعه

بابتسامتى الباهته جاوبته وانفجرت تساؤلات داخلى بلا اجابات
لماذا يكون الألم والجراح هو الحل الوحيد لإستمرار الحياه ؟
كيف يصبح مشرطى الحاد هو سبب شفاؤه ؟
لماذا يكون الإختيار اما مشرطى المؤلم او الموت الأشد الماً؟
بخطواتى البطيئه اقتربت واسترقت النظر اليه من خلف الزجاج فرأيت ضحكه امه وصداها على شفتيه فابتسمت داخلى وعرفت الجواب....انها الحياه
فدوما تجعل الألم هو السبيل الوحيد للسعاده