Thursday, September 10, 2009

وصيتي

أوصـيك يا إبنـى بالقمــر والزهـور
أوصـيلك بـليل القاهـرة المســحور
وإن جـيت فى بالك .. إشـترى عقـد فل
لأى سـمرا … وقبـرى إوعـك تـزور
وعجبي
وأنا أيضاَ قد اتخذت قراري وسأكتب وصيتي رغم أني لا أضمن أن يتبعها أحد ولكني أشعر برغبة ملحة فى كتابتها بداية لن أتحدث عن ممتلكاتي فى الأموال فحتما كل من سيرثوني سيكونوا أكثر مني ثراءاً أريد أن أتحدث عن ممتلكات أخرى. املاءوا البيت يوم رحيلي بالبخور الذي أعشقه وغسلوني بصابون الإستحمام ذا نكهة الفواكه المنعشة واحذروا أرجوكم أن تدخل بعض المياه في فمي فلكم يؤذيني طعم الكلور, وبعدها ضعوني في تابوت لبنيٍّ كلون السحاب وكفنوني بالأبيض كالسحب. لا أريد أن أسمع نحيبا أو أن تمطروا الدموع على وجهي بل داعبوه بأنامكم وضعوا قبلة باسمة على جبيني ولفوا راحتكم الدافئة حوله وقبلوا وجنتي افعلوا أي شيء لتجعلوني أسمع ضحكاتكم كما عشقت سماعها في دنياي يمكنكم أن تحضروا بعض الأطفال ليمرحوا حولي
فما بكت عليهم السماء والارض وما كانوا منظرين
ربما يكونا هذان الشيئان اللذان أريد أن يمطروني بدموعهم ولكني لا أظن أني استحقهما فلا أظن أن أعمالي التافهه تسحق ان تذكرني السماء والأرض اقطفوا الوردة الوحيدة التي تتفتح عند باب عمارتي ستموت اليوم أو غدا فدعوها تموت معي كما عاشت فما كان أحد يبتسم لها ويداعب خدودها الناعمة بأنامله صباحا سواي استضيفوا فراشات الحديقة المجاورة واجعلوهم يصطفوا حول تابوتي أخبروهم أن جدتهم الكبيرة كانت دوده قز صغيرة في علبة داخل حجرتي وكنت أعتني بها وأضع لها أوراق التوت الشهية فكانت تلك الفراشة التي اخترقت الشرنقة أمامي هي من أنجب هذا الجمع من الفراشات أو هكذا أقنعتني الطفلة الحمقاء داخلي قديماً لا تنسوا أن تضعوا فتات الخبز للعصافير على سور الشرفة لا تخبرهم أني رحلت سيشعرون أن نكهة الخبز قد تغيرت بعض الشيء ولكنهم سيعتادون عليها فلا تجعلوا عصافيري المخلصة تنوح بسببي دعوها تطربني بغنائها حتى آخر رحلتي إلي السماء كتبي التي ملأت بها أدراجي وأرفف دواليبي أحرقوها إذا أردتم لتحققوا حلم أمي فى ترتيب الحجرة أو ضعوها في صناديق واذهبوا بها إلى سور الأزبكية أو معرض الكتب المستعملة واسكبوها أمام هؤلاء الذين يدعون الثقافة ويلتقطون الصور وهو يقلبون صفحات الكتب ويوقعون عليها لم أكن أبدا من هذه الفئة فلا تغرنكم كثرة الكتب واخطلاتي بهم فما زادتني القراءة سوى يقينا بجهلي مدونتي التي لا أظن أني كتبت فيها يوما ما سيطلق عليه علم ينتفع به ولن تكون لي أبدا شفيعا ربما يتذكرني بعض أصدقاء التدوين المخلصين ويضع اسمي تحت عنوان مدونات في ذمة الله ويترحم علي كل من يراني أو ربما وجدتها فتاه رومانسية وأهدت منها بيت شعر أو خاطرة لمن أحبت بالله عليكم لا تجعلوهم يفعلوا فلا أريد أن يعرفني أحد للمرة الأولى بعد رحيلي وما وجدت كلماتي صدى لمن عشقت يوما فقدموها للمحاكم وخذوا حكما بحذفها وجلد خواطرها وأشعارها وشنق كلماتها هذا سيريحني أكثر صدقوني اما من تمنيت أن يشعر بي يوما فدعوه يقرأ كل ما كتبت وأحضروا له مذكراتي التي كتبتها منذ تلاقت عينانا أخبروه للمرة الأولي والأخيرة أن قلمي لم يخط كلمة إلا له دعوه يبكي على فراقي كما أبكاني كثيرا دون أن يقصد أو يعرف هو فقط من أريد أن أستمتع ببكاءه عليَ هو فقط من سيشعرني حزنه أني لم أمت وحيدة كما عشت... حسبكم مازالت التي تكتب بشر لم تتحول بعد إلى ملاك متسامج كحلي العزيز الذي طالما قبل جفوني وأخفى آثار الأرق والبكاء,عدساتي الشفافة التي احتضنت مقلتاي بشدة خوفا أن تهوى,كعبي الصاخب الذي شعرت معه أني امرأة مهمة ومزعجة على الجميع أن يعلم باقترابها عطوري وعقودي هي فقط الأشياء التي ستشعر بالوحده بعدي ولن تجد بديلا لي أما بقية الأشياء والأصدقاء والأحباب سيجدوا الكثيرمن البدائل وطلبي الأخير إليكم بعد أن تصبوا التراب علىّ انسوني جميعا انزعوا رقم هاتفي من داخل هواتفكم فلن يزعجكم مرة أخرى ولكن أكون على صفحات الشات ولن تقابلوني صدفة في أي مكانز فبالله عليكم لا تذكروا محاسني أو مساوئي دعوا سيرتي تبلى كجسدي.
شيماء حسن
10/9/2009