Saturday, September 6, 2008

لغه الصمت

أصبح الصمت هو ابلغ اللغات بينهما حتى قل ان ترن فى بيتهم كلمة فهى تعرف جيدا عدد ذرات السكر فى فنجاله الصباحى وهو يعرف جيدا
عدد القطرات التى تفقدها يدها المرتعشه قبل ان يصل الفنجال اليه
. يعرف كيف تثيرها الجريده الملقاه على الأرض كل ورقه فى جهة وتعرف طريقته الغريبة فى القراءه لم يكف يوما عن طريقته كما لم تكف يوما عن تعبيراتها الغاضبة
. اعتادت صوت شخيره وأصبح النوم لا يأتيها الا على عزف منخاره واعتاد طريقتها الحمقاء وهى تسقى الورود التى يزرعها كلما أحست انها عطشى ولا تعرف ان لكل شئ قوانينه
تأقلمت على تشبثه بالريموت وقناه الجزيرة التى لا تتغير اعتادت عيناها على صور الحروب والدمار حتى انها اليوم ان ترك لها الريموت لن تأتى سوى بقناته المفضلة او لعلها نسيت ان هناك قنوات أخرى
. تأقلم على طريقتها الفاشلة فى صنع الباشامل أو لعله استطعمها أخيراً
. عجز كل منهما أن يفاجأ الآخر بهديه فكل منهما كان يعرف نوع الهدية ولونها وطريقة تقديمها
لم يكن ما بينهما يوما حب او عشق بل كان امتزاج,انصهار ذات باخرى كيان واحد يسرى فى جسدين انصهار يصنعه الزمن او ما يطلقون عليه العشرة. ولكن اليوم سيختلف بعض الشئ فهو يوم يأتى مره واحده فى العام انه عيد زواجهما ولا تذكر كم مر من الأعوام فما عادت الذاكره تحسب او تعى سوى هذا التاريخ الذى نقش على خلايا العقل مند بدء التكوين
. أصرت ان تصنع الترته بنفسها وبنفس المقادير التى وجدتها فى أحدث الكتب لأشهر الطاهيات.لعب نظرها الضعيف ويديها المرتعشتان دوراً بارزاً فى فشل الترته فكوب الدقيق اصبح كوبا ونصف والأربع بيضات سقطت منهم اثنتين خارج الإناء دون ان تعى ولكنها أصرت على استكمال مهمتها ووضعتها أخيرا فى الفرن لتنضج ثم هرولت الى الفريزر لتخفف من آثار الحروق
أخرجت الترته من الفرن وهى تبتسم ابتسامه أختفت معها عيناها وأبرزت بوضوح تلك الخطوط الحمقاء التى تلتف حولهما ثم بدأت فى تزينها بالشيكولاته التى يعشقانها.نقشت بها خطوطاً هلامية كان الهدف منها تكوين كلمه أحبك ربما يستطيع هو قرائتها فقد صار بينهما لغتاً لا يفقهاها سواهما
. وضعت الشمعتان الكبيرتان فوق الترته ووضعتها على المائدة وجلست امامها بعد ان أغلقت كل الأنوار وظلت تنتظره وترجوه أن يخرج من هذا البرواز الذهبى الذى دخل فيه منذ شهر ولم يخرج من وقتها
انتفضت من مكانها وجرت ناحيه حجرتها فقد نسيت ان تتعطر بعطره المفضل وتلبس اول خاتم أهداه لها ثم عادت وعاودت انتظاره ان يخرج من بروازه ويتحسس اناملها ويقبلها كعادته ويستمتع بطعامها
ظلت الشمعتان تحترقان
وتقصران
وتبكيان
وهى تقلب نظرها بين الشمعتان وبين البرواز لقد كانا يوماً مثلهما ينيران معاً ويتراقصان معاً فلماذا انطفأ هو قبلها امتزجت دموعها بدموع الشموع وهوت قطرات الشموع على الترته فتجمدت وخربت
وأغلق الستار على برواز يحتضنه صدر كف عن الحراك وبقايا شموع على ترته غير متزنه المقادير.انطفأ كل شئ وعم الظلام فحتما عندما يأتى موكب الرحيل....سيحملهما معاً