Thursday, February 22, 2007

صورة

كتير شايفينى غلط لما بأكلم الناس إلي معرفهمش فى الشارع خصوصاً الناس إلي بيعودوا جانبي فى المواصلات رغم إنى بتكلم معاهم فى حاجات عامه مش باحكيلهم عن حياتى الشخصيه ومش بافتكرهم أصلن. بس فى منهم ناس عمري ما هانساهم ذى بنت كده مرة قاعدت جانبها وأنا راجعا من الكلية .أنا قولت لنفسى مش هاتكلميها وبصراحة كنت تعبانة وهى شكلها مكانش مشجع. المهم البنت دى طلعت صورة فوتغرافية 4×6 وأعدت مبحلقة فيها وقت طويل مكانش عندي الفضول إلي يخليني أعوز أعرف دى صورة مين عاملت مش واخدة بالى وبصيت الناحية التانية لقيتها بتقولي: "لو سمحتِ معاكي مرايا" ابتسامتلها وإدتها المرايا ولقتها مسكت المرايا فى إيد والصورة فى إيد ونظرة هنا ونظرة هنا بصراحة شدتني, شكيت فيها, وحسيت إن فيها حاجة غلط بس بردة أعدت أقول "اسكت يالساني خليك حصانى"وبعدين هى إلى اتكلمت وقالتلي "لو سمحتِ هى دة (وتشاور على وشها) هى دة (وتشاور على الصورة)" بس كده الصورة وضحت. دة فعلن مش طبيعيه لإن الصورة كانت صورتها فعلن أعدت أفكر أقولها ايه لأنها كانت مستنيه منى أى رد غير" آه" قولتلها
"المصوراتى هوه إلى غلطان كان المفروض يزود الإضاءه ويجيبك, يمين شويه, ومكانش المفروض يلون عينيكى". طلعتلها العجب فى الصورة وشويه شويه كنت هاحكم على المصوراتى بالإعدام شنقاً حتى الموت وسبحان الله البنت ارتحتلى وقلبها اتفتحلى اتبسطت أوى إن إلى فى الصورة دة مش شابها مع انها كانت هى. وسيبنا الصورة والمرايا والمصوراتى الغلبان إلى أنا بهدلتوه ده وأنا لسه على مبدأى بس لقيتها لوحدها بتحكيلى عن حياتها وأد ايه اخواتها مش بيتكلموا معاها ومامتها سايباها وهى خجوله جداً ونفسها تتعامل مع زميلها بس مش بتعرف. بصراحه صعبت عليه وأعدت أقولها كلمتين علم النفس إلى بقراهم دول وعلقت على جملتين "حاولى-لازم تبقى أقوى" والحظ بيلعب هنا دوره الطريق كان زحمه والسكة واقفة وفضلت أسمع فى مأساتها وقت طويل وقبل ما أنزل لقتها بتسألنى
"انتى فى سنة كام؟" قولتلها ثالثة وياريتنى ما قولتها. عينها اتفتحت متر ورجعت لوا من الصدمه ووشها احمر وقالت بصوت عالى فرجت عليه أُمة لا إله إلا الله
ثالثة ...ثالثة... يعنى انتى أصغر منى وسايبانى أحكيلك وأشكيلك وعماله تنصحينى وتكلمينى وتطلعى فى الآخر أصغر منى
على جنب لو سمحت وروحت نطًّه من قدامها
أجمل حاجة إن الفلم إلى عملته ده عشان هى أكبر منى بسنه واحدة بس برده أنا قدرت ظروفها أكيد مش لاقيه فعلن حد تتكلم معاه ويوم ما لقيت يطلع....أصغر منها....

يارب ييجى

"يارب ييجيي......أنا بألى كتير مستنيه بس لسه عندي أمل رغم ان المعاد فات من ساعه وربع بس هاييجي يعنى هايروح فين؟؟؟!!!!"

جذبني هذا الصوت بشده ...لم أكن أعرف مع من كانت تتحدث الاّ أني أحسست فى صوتها شوقاً لهذا الغائب أثَّر فىَّ لدرجة أنّى بدأت أتعاطف معها وأدعو لهذا الغائب أن يعود اليها. استدرت لأراها سيده قصيرة القامة,نقشت التجاعيد على وجهها لتعلن عن عمرها,يكسوها جلباب أسود كاد أن يبيض لونه من كثرة الاستعمال ,وعلى رأسها طرحة من نفس لون الجلباب مربوطه حول رأسها فى لامبالاه واضحة,بجانبها حقيبة كبيرة تساوي السيده تقريباً فى الطول ,مسبلة العين,مقطَّبة الجبين,تنظُر في اتجاه واحد كأنها واثقة أن من هجرها لن يأتي إلآ من هذا الطريق ,تملأ عيناها اليأس والملل مع بصيص من أمل.
تأملتها في اشفاق....لم تأخذ بالها مني أومن أي شىء حولها ؛كانت كل ما تفعله هو النظر الى الطريق والتمتمه بالدعاء. ولكن من يكون هذا الغائب؟أهو ابنها؟...أو لعله زوج أو حبيب!!! لا أعرف ولكني أُقون أنه غالِ ٍِعليها لدرجة كبيرة. بدأت أتخيل اللقاء هى تجري نحوه هاتفه باسمه وهو يجري نحوها بابتسامته العريضة ثواني وتبدأمرحلة الإصتدام أو ما يسمونه الضم كم سيكون قويا عنيفا حتى سيخيل لكل من يشاهد هذا المشهد أنهما إندمجا وأصبحا جسدا واحدا ....ياله من مشهد يستحق أن أنتظره وأخلف لأجله موعدي !!!
ولكن كيف يتركها فى إنتظاره كل هذا بجانب الحمل الثقيل فى منتصف النهار وأشعة الشمس تكاد تذيب وجهها......ووجهى
. نسيت كل شىء سوى التحملق فيها.جلست على مقعد ووضعت كتبي على قدمي وأسندت ذراعى عليها لا أدري كم مر من الوقت وأنا أتأملها ولكنى أَُدرك تماماً أني ظللت أدعو معها أن يعود من هجرها....
وفجأة إنكسر تقطيب جبينها وتهللت أساريرها فطار من الفرحة جسدها النحيل.حملت الحمل الثقيل بكل رشاقة ووضعته على رأسها كملكة تتتوج وفى سرعة وجدتها تهرول فى نفس الجهه التى كانت عيناها معلقه عليها وهى تمسك بيدها زيل جلبابها كي لا يؤخرها. كم كان شوقي أن أعرف ذلك المنتظر الذى دعوت له ولم أره .ظللت أُراقب خطواتها من بعيد. ويالصدمتي ......يالوقتى الذى ضاع وميعادى الذى أهملته أهذا هو المنتظر... الأُتوبيس قمت من مكانى مغلوله فألقيت عليها نظرة أخيرة فاذا وجهها أشرق كمن شرب الماء البارد بعد ظماٍ شديد ولقى الأحبة بعد غياب طويل فسعدت لسعادتها وترجمت إبتسامة قلبى شفتي ومضيت فى طريقى

إجابة تائهة

"نفسى أموت "
تسللت هذه العباره إلى أُذني كما تسلل دخان السجائر إلىأنفي ورغم كرهى الشديد للسجائر وحرصى على ألا نجتمع فى مكان واحد إلا أن هذه العباره جذبت انتباهى بشكل غريب .أعرف أن كثيراً من الناس يقولوها فى أوقات ضعفهم عندما يقعون فى مشكلة أو فى المرض ولكنهم يقولوها هكذا عفوياً دون رغبة حقيقية فى الموت إلاُّ إننى أحسستها صادقه جداً فى تلك اللحظة ورغم أن الفضول ليس طبعاً فىًّ إلا أننى تسمرت فى مكانى أُقلب صفحات الكتاب الذى تقبض عليه يدى ولا أقرأ أو أعي منه كلمة واحده فاستطرد قائلاً: "عارف إن السجائر بتموت بس مش بسرعه هنمرض وندخل المستشفى ونتعذب شوية وبعدين نموت أنا عايز أموت بسرعه مش لاقى هدف أعيش فى الدنيا عشان أحققه .جربت أعمل حاجات كتير عشان ألاقى نفسى .جربت كل أنواع المخدرات وحاولت أتدين وأبقى كويس بفكر دلوأتى أقتل ,أسرق من أجل التجربه بس يمكن حاجه منهم تخلينى أتمسك بالحياه وأنا صغير كنت عايز أتعلم السباحه واتعلمتها من غير مدرب بس عشان قررت مخافش من البحر وفضلت أحاول واستمريت لحد ما أتقنتها بس عشان قررت أعمل حاجه عملتها
دفعتنى رغبة قوية أن أرى ذلك الشخص فتحركت عيناى ببطء من على صفحات الكتاب واستدرت لأراه شاباً طويلاً قد يتعدى العشرين بعاماً أو اثنان مقطب الجبين تكاد نظارته السوداء تخفى تقريباً نصف وجهه يتحدث مع صديقه وهو ناظر فى اتجاه مختلف عله يكون الإتجاه الذى يظن أن الإجابه ستأتى منه فربما يكون قد فقد الأمل فى صاحبه الذى لم يتفوه بكلمه واحده وخوفاً أن تلتقى عينانا أدرت رأسى سريعاً وأغلقت كتابى وقمتُ بحسرتى ولكن قبل أن أمضى ألقيت نظره على الجهه التى كان ينظر إليها فما وجدت إجابه قادمة غير الإجابات التى تزيد الأمرتعقيداً
علماء الدين" لعبادة الله وعمارة الأرض" وعلماء النفس "إجعل بحثك عن هدف هو هدفك واسعى لإيجاده" ,وأهلينا "احصل على شهادتك أولاً ثم افعل بعدها ما شئت " لم أُحاول أن أتحدث معه ربما لأنى أُعانى مما يعانى منه فقد أدركت أنها ليست مشكلتى وحدى ولكنها مشكلة جيل بأكمله ولست أدرى من السبب؟ ومن أين يأتى الجواب؟ ولكنى أدركت أن زمن العلماء والأدباء والفنانين قد ولًّى وأتى زمن تتجه فيه المستشفيات والأطباء والدخل لإصلاح الحاله النفسيه والإجتماعيه للشباب وعلاجه من الإدمان ولكن شيئاً آخر قفز إلى تفكيري ماذا يحدث اذا أصبحنا آبائاً وأمهات لجيل آخر فما سوف نعلمه لأولادنا؟؟

إليك

الى من يعرف مدى شوقى له ولا يزال بعيد
لن أمل من إنتظارك حتى يمل قلبي من التحرك. رغم أنى لم أراك يوما ولا أعرف لك اسماً أو وطناً أو حتى ملامح... إلا أننى أوقن أن فى وجهك شقت عينان يفيضان دفئاً وحنان؛ تحرسهما رموشاً غاية فى القوه والعنفوان. أكاد أشعر بأنفاسك الحارقة على وجهى ولمساتك الرقيقة على خصال شعري. أحس وكأني غريقة فى أحضانك لا أبحث عن شىء ينقذنى فقد أحببت الغرق فى بحرك رغم كل ما يحمله من أمواج تهزنى, ودوامات تدوخنى .ستجدنى بين ضلوعك فريسة؛ تلك الضلوع التى إحتوتنى وأرغمتنى على رفع الرايات البيضاء, أمرتنى أن أُحبس فى سجنك أنت وحدك وعجباً أنى أشعر أنى أملك أملاك العالم رغم إفلاسى وكأن قوة الجبال فى يدى رغم أنى أُشبه الريشة فى الضعف وكأنى سابحة كالحمامة فى الفضاء رغم قيودك التى تلُف جسدى. فياعشى الحنون... لن أُحاول البحث عنك أو معرفة أرضاً لك. واذا جمعنا قدراً أو وجدتنا صدفة فان كيانى سينصهر فى كيانك ,ستندمج روحى بروحك, ستتوحد المشاعر والأحاسيس وستتشابك الأيادى وتتوه بينهما الأصابع حتى يكاد الرائى يعجز عن التفريق بينهما سنصبح كالجرح حين يلتئم وتتداخل خلاياه ولا تظهر بعدها علامه لأى فراق كان. سوف تعرفنى وأعرفك بلا إشارة أو دلالة وأما الآن فلن أفعل سوى الإنتظار. ومن يدرى ربما ضاع عمرى بأكمله فى إنتظار وهما أو سراباً وربما بقيت مشاعرى سجينة القلب وحُرمت التنفُّس حتى موتها. ففداك....... لن أنتظر سواك ......سأنتظرك

فرصة للدفاع

كانت ضعيفة هزيله يكاد عظم وجهها يندفع من الجلد ثائراً عليه وتكاد رموشها لا تُرى من كثرة البكاء. شقت التجاعيد وجهها بطريقة عشوائية فغطته. حاولتُ أن أمسك كتفيها لأنى حسبتها ستقع أمامى ولكنى تراجعت سريعاً لأنى كنت على يقين أنهما سينفصلان عن باقى الجسد. قالت بصوت خافت وصل الى أُ ذنى بأعجوبة " أتعرفين سقراط ؟" اتسعت عيناى عجباً وقلت بنصف ابتسامة وهل يوجد من لا يعرفه؟!! لقد كان أول من قدر العقل وأعطاه مكانته؛ جعل الناس تفكر وتنقد وتؤيد بعد أن كانت مثل الحيوانات تأكل, وتشرب, وتتزوج, وتؤمر فتُطاع. يكفى أنه حين حُكم عليه بالإعدام جائته الفرصه لكى يهرب ويفوز بحياته لكنه رفض قال انه على حق ولا يهرب صاحب الحق. أثًّر فى تاريخ البشريه عندما..... بترت كلامى بكفها صاحب العروق الزرقاء البارزه وقالت: "أتعرفين زوجته ؟" "ياااه لا تذكرينى انه خطأ جسيم أن يكون زوجاً لتلك السيده لا بل انها جريمة قرأت عنها كثيراً لقد كانت سليطة اللسان كانت دائماً تتشاجر معه وتهينه وتلقيه بالماء القذر على رأسه أمام تلاميذه. يالها من حمقاء!! لم تدرك قيمة زوجها التى تقدرها البشريه كلها حتى يومنا هذا. لقد ظلت تصرخ فى شوارع أثينا مؤكدة للناس جنونه عندما حُكم عليه بالإعدام.أتعرفين أن كثيراً من الرجال يتخذوها رمزاً للزوجة السيئه لقد ظلمت من النساء بعدها بـ.... بترت كلامى ثانية بصرخة عنيفة لا أدرى كيف أتت من ذلك الجسد قائله: "كفى....كفاكم ظلماً لى. لماذا لم تفكروا أبداً فى إعطائى فرصة للدفاع عن نفسى؟ لربما وجدتوا لى عذراً .أنا زوجة ذلك السقراط الذى طالما نمت أنا وأولادى ونحن نتمزق من الجوع. كم كان يؤلمنى صراخ أولادى جوعاً حتى يقهرهم النوم .أفكرتم لحظة فى إحساس زوجة تمد يدها لتلاميذ زوجها ليصرفوا عليها وعلى أولادها وهو لا يزال حياً. نعم صرخت فى شوارع أثينا مرحبة بإعدامه, صرخت بملابسى المهلهله ومعدتى الفارغه وبأولادى الذين لا يعرفهم. فأصبح هو رمز العبقريه وأنا رمز الزوجة السيئه التى لم تمل بعد أيدى الرجال لعناً وتجريحاً فيها. لعلَّه كان عظيماً معكم فعلاً ولكنه لم يكن كذلك معى