Thursday, February 22, 2007

فرصة للدفاع

كانت ضعيفة هزيله يكاد عظم وجهها يندفع من الجلد ثائراً عليه وتكاد رموشها لا تُرى من كثرة البكاء. شقت التجاعيد وجهها بطريقة عشوائية فغطته. حاولتُ أن أمسك كتفيها لأنى حسبتها ستقع أمامى ولكنى تراجعت سريعاً لأنى كنت على يقين أنهما سينفصلان عن باقى الجسد. قالت بصوت خافت وصل الى أُ ذنى بأعجوبة " أتعرفين سقراط ؟" اتسعت عيناى عجباً وقلت بنصف ابتسامة وهل يوجد من لا يعرفه؟!! لقد كان أول من قدر العقل وأعطاه مكانته؛ جعل الناس تفكر وتنقد وتؤيد بعد أن كانت مثل الحيوانات تأكل, وتشرب, وتتزوج, وتؤمر فتُطاع. يكفى أنه حين حُكم عليه بالإعدام جائته الفرصه لكى يهرب ويفوز بحياته لكنه رفض قال انه على حق ولا يهرب صاحب الحق. أثًّر فى تاريخ البشريه عندما..... بترت كلامى بكفها صاحب العروق الزرقاء البارزه وقالت: "أتعرفين زوجته ؟" "ياااه لا تذكرينى انه خطأ جسيم أن يكون زوجاً لتلك السيده لا بل انها جريمة قرأت عنها كثيراً لقد كانت سليطة اللسان كانت دائماً تتشاجر معه وتهينه وتلقيه بالماء القذر على رأسه أمام تلاميذه. يالها من حمقاء!! لم تدرك قيمة زوجها التى تقدرها البشريه كلها حتى يومنا هذا. لقد ظلت تصرخ فى شوارع أثينا مؤكدة للناس جنونه عندما حُكم عليه بالإعدام.أتعرفين أن كثيراً من الرجال يتخذوها رمزاً للزوجة السيئه لقد ظلمت من النساء بعدها بـ.... بترت كلامى ثانية بصرخة عنيفة لا أدرى كيف أتت من ذلك الجسد قائله: "كفى....كفاكم ظلماً لى. لماذا لم تفكروا أبداً فى إعطائى فرصة للدفاع عن نفسى؟ لربما وجدتوا لى عذراً .أنا زوجة ذلك السقراط الذى طالما نمت أنا وأولادى ونحن نتمزق من الجوع. كم كان يؤلمنى صراخ أولادى جوعاً حتى يقهرهم النوم .أفكرتم لحظة فى إحساس زوجة تمد يدها لتلاميذ زوجها ليصرفوا عليها وعلى أولادها وهو لا يزال حياً. نعم صرخت فى شوارع أثينا مرحبة بإعدامه, صرخت بملابسى المهلهله ومعدتى الفارغه وبأولادى الذين لا يعرفهم. فأصبح هو رمز العبقريه وأنا رمز الزوجة السيئه التى لم تمل بعد أيدى الرجال لعناً وتجريحاً فيها. لعلَّه كان عظيماً معكم فعلاً ولكنه لم يكن كذلك معى

1 comment:

Known as PHYSCO said...

لولولولولوى .. مبروك عليكى المدونة يا شيماء .. استنى لما أبخرها :)

القصة حلوة جدا .. و ياما فى الحبس مظاليم فعلا