Friday, June 25, 2010

حكاية أمي

دفنت رأسي كعادتي بين قدمي أمي المتشابكة, وأخذت أداعبها بأناملي أتحسس ملامح الجنة القابعة تحتها
نحّت أوراقها قليلاً,وخلعت نظارتها الطبية, وفكت أسر شعري المقيد داخل شريطته وبدأت يدها تسري خلاله تبعثر هموماً متراكمه, وتبعثر أحزاناً باتت راسخة. تطايرت مع أنفاسها الدافئة التي تصطدم بوجهي فراشات ملونه تحوم حولنا ومع نظراتها المتدفقة فقعات هوائية تحتضن قوس قذح وتفرش ألوانه على جسدي. لم تتوقف يدها عن السريان في شعري كما لم تتوقف يدي عن التشبث بقدميها. بدأت تحكي لي حكاية تشعرها بأمومتها وأوقن انها لم تقرر نهايتها بعد ربما نسيت أني لست كبقية الأطفال الذين ينامون قبل أن تنتهى الحكاية. كانت قديما تضطر لوضع نهاية ترضيني قبل أن ترجو الملائكة أن يشبكوا في جفني حلم جميل يؤكد لي صدق نهايتها السعيدة أما اليوم فهي عاجزة عن إتخاذ قرار بشأن نهايتها فهي تعرف جيدا أنني أصبحت أعلم بالحقيقة, وبالنهايات أكثرت من تفاصيلها وأحداثها حتى باتت حكايتها مملة, كانت تصون قلب بطلتها بكل ما أوتيت من تفاصيل, كانت تخشى أن ينكسر أن يحترق, أن يقع في أسر أمير مستهتر لذا أحاطته بروحها, وعلّت حوله أسوار خوفها, وشيدت قلاع حذرها. ظهر الإرتباك على كلماتها فخرجت مرتعشة. أشفقت عليها فسحبت يدها من بين رأسي أقبلها وأضعها على قلبي لأوكد لها أنه ما زال بحوزتي فغرتها حركته وحسبت شهقاته دقات... وصدقت
وتركت حكايتها بنهاية لا يعلمها سواي
.
شيماء