استيقظت من نومى على حلمى المزعج المعتاد وقمت من سريرى بسرعه محاوله ترك اى أثر لهذا الحلم.أنفاسى ظلت تتسابق وقلبى يؤلمنى دقه أسمعها بوضوح كناقوس فى رأس السنه وضعت كلتا يدي عليه محاوله كتم دقاته أو تهدئته وظل لسانى يردد بعض الأذكار التى تجرى على ألسنتنا بطريقه عفويه كلما شعرنا بالخوف حتى بدأيهدأ تدريجيا
أغمضت عينى دقيقه ثم فتحتهما فاذا بنور الصباح بدأ يطرق على شباكى ولكنى لا أريد أن أفتح رغم كرهى للظلام واحتياجى للنور ما زال صدرى منقبض وشباكى مغلق.مغلق كحياتى وقلبى الذى ظل عمره مغلق وظلت دقاته بلا مجيب.قد ضاع عمرى وأنا أبحث عن كيان لى أستمده من نجاحى فى تفوقى وعملى
قمت من مكانى بعدما بدأت أن أهدأ ومشيت بخطواتى البطيئه المنهكه وغسلت وجهى بالماء الفاتر ثم رفعته ببطء لأجد المرآه تعكسه على حقيقته بتلك الخطوط البلهاء التى تصر أن تثبت وجودها تحت عيونى وتلك الصبغات الملعونه التى ينتهى تأثيرها بعد يومين.أخذت فتورى وبدأت فى وضع الكريمات المستحضرات الغاليه التى دوما ما تثبت كفائتها فى اخفاء عيوب الوجه,ولبست فستانى الأزرق الجذاب الذى يندر أن تجده عند أحد وان وجد فلن يناسب جسدى كجسدى الذى كادت أن تجعله أشهر مصمموا الأزياء مثالا لآزيائهم
سأبدأ يوم جديدا يوما كباقى الأيام عيون ترمقنى باعجاب وعيون تلهبنى من الحسد عيون بريئه تجعلنى قدوه وعيون تخشانى وتكتفى بمراقبتى من بعيد كشمس لن تستطع لمسها ولن تجرؤ على الإقتراب منها
فتح سائقى باب السياره وفى هدوء ركبت وبدأت صور الناس والشوارع تتحرك أمامى هذه سيده تصرخ فى طفلها لإقترابه من السياره وتدعى عليه وعلى نفسها وأخرى انتفخت بطنها واعوجت مشيتها وتكاد تصرخ من الألم وتلك تركها زوجها ومشى امامها وهى تكاد تجرى وراءه ويبدو انها ملت من لفت انتباهه الى انها ليست معزه يجرها وان عليه المشى بجوارها, وجده تتثبث بيد حفيدها وهو يشدها حتى تكاد تسقط وبوجهها المتكرمش ترسم جزعها واعتراضها
حمقى ...حمقى.. كيف يظنون أنى سعيده؟ كيف يحسدونى على جمالى ورشاقتى؟كيف يبهرهم نجاحى وتفوقى؟يعودون كل يوم ليجدوا أزواجا بجوارهم وأطفالا يؤنسون وحدتهم وأحفادا يداعبوهم يجدون من يداويهم فى مرضهم ويتفقدوهم ان تأخروا ويمسحون دموعهم اذا بكوا.وأعود أنا الى فراشى أتقلب عليه حتى أدوخ وياتينى النوم مصطحبا معه كل الكوابيس والأحلام المزعجه فاصرخ لأجد الصدى جوابى
لو يعرفون ما بداخلى لكرهوا جمالى وأحبوا وجوههم المهمله,لزهدوا فى رشاقتى وعشقوا اجسامهم التى ضاعت ملامحها ,لكفوا عن التفكير فى النجاح والمال وأحبوا الفقر والفشل
خرجت من سيارتى بثقه ونظرات لأعلى أتلقى التحيه بفتور وأتجاهل النظرات والهمسات حولى لا تكبر منى ولكن لإيمانى أنهم
حمقى