متى سيؤمر سياف العشق

يقولون ان من العشق ما قتل ولكنهم لم يحددوا ميعاد القتل فانا لا أعرف كم سيكون عمرى عاشقه ومتى سيؤمر السياف بقطع رقبتى ولكن قبل موتى اريدك ان تعرف كل شئ لذا أكتب اليك الآن وسأصف كل شئ حتى تأتينى وترى بعينيك كل ما سأصف أو يأتينى السياف فتقرأ خطابى هذا.

حجرتى بابها فى لون فستان العرائس مقبضها أنيق ذهبى اللون يصر دائما أن يعلن عن وجوده فيصدر صوتا كلما حركته. أول ما سيقع عينيك عليه هو مكتبى أحبه كثيرا فهو معى منذ كنت طفله فاذا سحبت كرسيه وجلست ستجد لوحا من الزجاج فوقه تتوسطه آيه قرآنيه صغيره وقديمه جدا جدا ومتهالكه ولكنى أعشقها فقط أهدتها لى مدرسه الدين وانا فى الصف الثالث الإبتدائى عندما حفظت ما علينا من القرآن ويسارا ستجد العديد من وجوه الأطفال الضاحكه فأنت تعرف كم تأسرنى ضحكه الأطفال

وعلى اليمين تتناثر بعض الكروت تختلف أشكالها وألونها ولكنها تتفق جميعا فى وجود ولد وبنت يرسمهما فنان ماهر فكم تمنيت أن أكون خطوطا يرسمها هذا الفنان ويرسمك بجوارى فلا نفترق أبدا.الى أعلى ستجد صور كرتونيه معلقه تصر على وجودها تلك الطفله البلهاء داخلى

. والآن من حقك أنت وحدك ان تفتح أكبر أدراجى وتنتقى النوته الورديه فتلك مفكرتى الصغيره التى عانت معى أيام انتظارك وشاركتنى فى حبى وشوقى اليك افتحها وستجد نفسك محفورا بين سطورها تحتضنك حروفى وتدفئك كلماتى ويرسمك حبر قلمى وستصادف بعض الأوراق المبعثره بلا هويه ربما لتثبت لك اهمالى ستتعجب ياحبيبى كيف لا تتهاوى أخشاب هذا المكتب الصغير من فرط هذا الحب والحنان والشوق الذى يحمله اليك

والآن قم واستدر يمينا ستجد دولابى الكبير يتقدمه مرآتان كبيرتان وانت تعرف عشق المرأه للمرايا فتلك مرآتى التى صادقتنى دوما فكم رأتنى وانا أتفنن فى ترتيب خصلات شعرى وأضع الأربطه يمينا ويسارا كم شاهدت حيرتى وانا أحاول أن أصل الى التصفيفه المناسبه التى أكون على يقين أنها سترضيك ثم ابتسم ابتسامه المنتصر.اسألها عنى ان شئت فهى تعرفنى جيدا ستخبرك عن حزنى ودموعى التى كادت تنطلق عندما بدأ يزحف حب الشباب الى وجهى وكم كنت اتابعه بالدواء وأتمنى زواله ويوم موافقه أمى ان أكتحل وكيف اشتريت قلم الكحل الأول بنقودى التى ادخرتها وهرعت اليها أزفها الخبر وأبشرها انى أصبحت فتاه جميله وسينطق بجمالى عينى المكتحله وانت بذلك لن تنظر لأخرى لأنى أصبحت أجملهم...يالحماقتى انا لست أجملهم ولكنها أفكار ترضينى لذا دوما أصدقها

تحرك خطوتين وستجد سريرى الساكن فى هدوء يستقبلنى دوما ويأخدنى بأحضانه ويلفنى بغطائه ويطمئنى انك ستأتى يوما وتأخذنى منه وتلك المخده تعرفك جيدا فلطالما شاركتنى فى رسم ملامحك وكم أحرقتها بدوعى الساخنه فجاوبتنى بلامساتها على خدودى.هى دائما مخلصه مطيعه تأتينى وقت احتياجى اليها كأنها تقول لى لن أكن مثل حبيبك الغائب

فليأتى السياف اليوم أو غداً حتى وان أصدر العشق أمرا بقتلى فهل هناك من يستطع ان يقتل العشق !..سيظل حيا فى دفاترى,ستظل مرآتى تعكسه,ومخدتى تحميه وكما قالوا وما همنى ان خرجت من الحب حيا وما همنى ان خرجت قتيلا أنا الآن اطوى ورقتى ولكنى لن أضع طابع البريد أو أكتب عنوان فليس سوى ورقه زائده أضيفها الى مفكرتى الورديه التى أوقن انها ستكون بين يديك يوما ما